
لبنان عربي
رغم كل المأساة التي يمر فيها اللبنانيون وتخبط الدولة وحيرتها في تقديم العلاج المناسب للأمراض المالية والإقتصادية والاجتماعية التي تفتك بالجسد اللبناني، وتستنزف قدراته على الصمود، استبشر الشعب خيرا ببدء الخطوات التنفيذية للبحث عن النفط.
فقد وصلت بالأمس سفينة الحفر Tungsten Explorer إلى المنطقة الاقتصاديّة الخالصة في لبنان للقيام بأعمال الحفر لأوّل بئر استكشافيّة في البلوك الرقم 4 الواقع قبالة الشاطئ اللبنانيّ على بعد نحو 30 كلم من بيروت.
ما يشير الى دخول البلاد رسميا في الزمن النفطي، ولو بالحد الاستكشافي، حيث سيتمّ حفر البئر الاستكشافيّة على عمق 1500 متر من سطح البحر. كما تهدف إلى استكشاف مكامن تقع على عمق يتخطّى 2500 متر تحت قعر البحر.
ويقدّر أن تستمرّ أعمال الحفر لمدّة شهريْن، وبعدها ستغادر سفينة الحفر لبنان.
وأكد رئيس هيئة إدارة قطاع البترول وليد نصر، أنّ “عملية الحفر ستستغرق بين 55 و60 يوماً. وسيُصار بعدها الى تحليل نتائج الحفر لمدة شهرين، ووفق النتيجة هناك احتمالان: إمّا بئر جافة أي لا غاز فيها ولا نفط، وإمّا كميات من هاتين المادتين، وعندها قد تحتاج شركة ”توتال” الى حفر آبار إضافية للتمكن من تحديد الكميات ولمعرفة ما إذا كانت تجارية أم لا”.
والى ذلك الحين سيبقى لبنان حكومة وشعبا، مشغولا بتقييم الخطة الإقتصادية التي من المتوقع ان تعرضها الحكومة في جلستها يوم الجمعة المقبل وتتضمن رؤيتها لحل الازمة وكيفية الخروج منها، خاصة بعد استعانتها بالمشورة الفنية من لجنة صندوق النقد الدولي، واتخاذها بالأمس قرارا في مجلس الوزراء مفاده الاستعانة بالاستشاري المالي “lazard” والاستشاري القانوني “cleary gottlieb” لتقديم الخدمات الاستشارية لها في ضوء القرارات التي ستتخذها في إطار إدارة الدين العام، وتقييم سلبيات وايجابيات عدم دفع سندات اليوروبوندز.
ترافق ذلك مع اشتباك سياسي هو الأول من نوعه بين رئيس الحكومة حسان دياب وبين تيار المستقبل، حيث أشار دياب الى “وجود جهة او جهات تمارس ألألاعيب، وتعمل ضد مصلحة لبنان وليس الحكومة لأن الحكومة تحاول العبور بلبنان من النفق المظلم الذي حفرته هذه الاوركسترا نفسها، وهي تحاول قتل كل امل بإنقاذ لبنان وتخفيف الضرر عن اللبنانيين، الذي تسببت به ممارسات على مدى 30 سنة”.
الامر الذي استدعى ردا من كتلة المستقبل النيابية رفضت فيه كلام دياب ورات فيه استهدافا للرئيس الشهيد رفيق الحريري والحريرية التي انتشلت لبنان من الدمار، مشيرة الى انضمام دياب الى فريق من المسوقين لتراكمات السنوات الثلاثين الماضية، وتحميلها مسؤولية تفاقم الدين العام من دون تحديد الجهة الأساسية المسؤولة عن الدين منذ عام 1998.
وفي ما أشارت المعطيات الى جولة خليجية يتحضر لها الرئيس دياب تطال كل من قطر والكويت والسعودية والإمارات ما يعني بالحد الأدنى ترحيب خليجي بالحكومة الجديدة، أستبعدت مصادر متابعة في حديثها للبنان عربي حصول هذه الزيارات في هذا التوقيت بالذات مرجعة الأمر لأسباب عدة منها ان لبنان ليس اولوية خليجية حاليا، وينظر اليه على انه مقاطعة إيرانية يمسك حزب الله يمقاليد الحكم فيها، فلماذا تساعده الدول العربية والخليجية؟ هل تقدم خدمات مجانية لإيران وميليشياتها في المنطقة؟ طبعا لا تفعل ذلك، مع العلم انه لم يصدر حتى اليوم أي بيان رسمي عربي يرحب بحكومة دياب، وهو لم يستقبل من السفراء العرب سوى السفير السوري الذي عاد ليزور السراي الحكومي بعد إنقطاع لسنوات.