الرئيسيةمجتمع وميديا

“لبنان عربي” يواكب ثانوية عدنان الجسر في تقنية: “التعليم عن بعد”

لبنان عربي – مجتمع

ما إن إستعادت الحركة التربوية نشاطها بعد توقف امتد لاسابيع بفعل مشاركة الطلاب بثورة ١٧ تشرين، حتى حلّ فيروس كورونا مهددا بشكل فعلي مصير العام الدراسي، فلزم الطلاب منازلهم لزوم الحجر الصحي الاحترازي وإستجابة لقرارات وزير التربية بالتنسيق مع وزير الصحة، وقرارات الحكومة اللبنانية لمواجهة الفيروس الرهيب.

وبعد أن بات مصير العام الدراسي على المحك دعت وزارة التربية والتعليم العالي مدراء المدارس والثانويات لإتخاذ كافة الإجراءات الواجبة لمتابعة المناهج التعليمية للطلاب كل وفق الطريقة التي يراها مناسبة، مع العلم أن أسهل الطرق وأقصرها هو إعتماد تطبيقات التواصل الاجتماعي من تلغرام وواتساب وسواهما لإستحداث صفوف إفتراضية، ما ورائية، حتى لا يفوت الطالب من الوقت الكثير.

وبالفعل بدأ عدد كبير من المدارس والثانويات بالسير في هذا الأسلوب التعليمي الجديد، تحقيقا لرسالة المعلم المقدسة وحرصا على سنة الطلاب من ان تضيع هباء.

فكيف كانت التجربة؟

“لبنان عربي” واكب هذا الأمر مباشرة مع إدارة ثانوية عدنان الجسر المختلطة في طرابلس، حيث كان طلاب صف الثالث ثانوي – فرع العلوم العامة- يتابعون مع أساتذتهم الحصص الدراسية كما لو أنهم داخل  قاعات التدريس.

وعن هذه التجربة تقول مديرة الثانوية نبيلة بابتي لـ”لبنان عربي”: “إنطلاقاً من حسّنا الوطني ومن مسؤولياتنا تجاه طلابنا الأعزاء،  قمنا كجسم تربوي وتعليمي واحد بتجربة رائدة ليتمكن طلابنا من متابعة الأهداف التربوية والتعليمية الواجب إعطاؤها لإستكمال المناهج كما أتى في التعاميم الصادرة عن وزير التربية والتعليم العالي”.

على أن هذه التجربة وغيرها طبعاً قد تكون منتجة وقد تأتي ثمارها في صفوف الحلقة الثانوية، لكن دونها معوقات لصفوف المراحل الأولى والثانية والثالثة، لأنها تعتمد على مدى إطلاع الطالب ومعرفته بالأمور التقنية.

وعن بداية الفكرة تقول بابتي: ” الاستاذان  بهاء مقصود وعائشة بيروتي  كانا السباقَيْن في إختبار العديد من التطبيقات لإختيار أنسبها وأكثرها تقنية وتكون بمتناول الجميع، فقد قاما بجهد إستثنائي وفي وقت قياسي لإطلاع الأساتذة وتدريبهم على تطبيقي ال telegram وال zoom، وكان لافتاً جداً مدى تقبل الزميلات والزملاء لهاتين التقنيتين ومدى إندفاعهم والتزامهم بتلبية نداء ضمائرهم، وحرصهم على مصلحة أولادهم، لذلك أتوجه لهم جميعاً بالشكر والتقدير ولا توجد عبارات تفيهم حقهم وجهودهم”، والمفاجأة الكبرى تقول بابتي كانت “عند الطلاب، إذ لمسنا منهم حماساً وشغفاً لتلقي الدروس والمتابعة مع أساتذتهم وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على منسوب عالٍ من الوعي وتحمل المسؤولية، وتضيف: “طلابنا تفوقوا علينا وسبقونا بأشواط، ربما لأن القهر والمأساة والحرمان تصنع منهم رجالاً ونساءً نفتخر بهم، وربما لأنهم آمنوا بقدراتهم وقبلوا التحدي في خضم الأزمات”.

“أجندة” الثانوي

وبالعودة إلى تقنية التعلم عن بعد، فتشير الأرقام الى إلتزام  ٩٠٪‏ من الطلاب بها، و١٠٠٪‏ من الأساتذة، وذلك عبر إتباع الخطوات التالية:

– إنشاء قنوات لكل شعبة من كل صف، تمكن الأساتذة والطلاب من متابعة الحصص الدراسية، والجدير بالذكر أنه تم إرسال تلك القنوات إلى مديرية التعليم الثانوي وإلى مركز الإرشاد والتوجيه ليتمكنا من متابعة الدروس.

– إنشاء رابط خاص بالمفكرة المدرسية وتم وصله أيضاً بالمعنيين.

– إنشاء رابط خاص بالحضور والغياب ومتابعته من قبل الإدارة .

– إنشاء قناة خاصة بالأساتذة وأخرى بالتلاميذ المندوبين المختارين من كل صف تمكن الإدارة من متابعة مشاكلهم وإقتراحاتهم والصعوبات التي يتعرضون لها ليصار إلى معالجتها فوراً.

ما رأي الطلاب بهذه التجربة؟

متابعة الطلاب عبر برنامج zoom

كل ذلك تمّ بتنسيق تام مع الأساتذة بشكل منظم يضمن متابعة الطلاب بشكل حثيث، ويجري العمل حالياً على إعتماد التطبيق الأمثل الذي يضمن التقييم العادل للجميع.

 وقال الطالب  جو مسعد الذي شارك في حصص التعليم عن بعد لـ”لبنان عربي” : إنها تجربة رائعة وحديثة بكل المقاييس، واثبتت خلالها ثانويتنا أنها قدوة ونموذج في تعاون الإدارة والطلاب لما فيه المصلحة العامة”، وقال زميله تاج بكور لـ”لبنان عربي”:”أكثر ما لفتني هو الحيوية التي اتسم بها الأساتذة والطلاب على حد سواء خلال حصص التعليم، وكأننا نجلس معا في غرفة واحدة”.

على قاعدة  “عسكري دبر راسك”، يعمل حاليا كل مدير ومسؤول إداري وتربوي على استحداث الطرق الأمثل ليستكمل مع طلابه العام الدراسي.

وعلى قاعدة  رُبَّ ضارة نافعة أيضا، إستولد هؤلاء  الحلول من رحم المشاكل رغم التذمر بداية من غرابة الموضوع والاشكاليات التي قد تواجهه. إلا انه سجل نجاحا ملحوظا بعد البدء بالتجربة كما في حال ثانوية عدنان الجسر المختلطة في طرابلس.

فهل ينجح هذا الأمر في كل المدارس والثانويات أم لكل منها وخاصة الرسمية، مشاكلها وصعوباتها وفقا لمكان  تواجدها والظروف المحيطة بطلابها واساتذتها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى