وزير صحة …الـ”كورونا”

لبنان عربي
دفع “الكورونا” بشكل دراماتيكي بوزير الصحة اللبناني الدكتور حمد حسن الى الواجهة، تصاريحه خبر أول على كل شاشات التلفزة المحلية، وعلى رأس الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية، وكلامه محط نقاش وتقريع الناشطين على وسائل التواصل الإجتماعي.بالشكل جعل “كورونا” من حسن الشخصية الأكثر تتبعا في لبنان منذ تسجيل أول حالة إصابة حتى تاريخه، أما في المضمون فيمكن القول إن معاليه أدى دوره العسكري في خدمة الفيروس السريع الانتشار بـ”شطارة ملحوظة”، انتصارا لمبدأ المكابرة وعدم الاعتراف بحقيقة الفيروس وخطره، على اعتبار انه جزء من المعركة الدائرة مع الشيطان الأكبر وأدواته في المنطقة.
تواطئ مع “الكورونا“
بالطبع ينكر حسن ذلك، يقول بأن “الكورونا” هو من قرع بابه، وكونه ابن بيئة مضيافة تتأهل بالزائر، رحّب بالفيروس على طريقته الخاصة، وأعطى درسا بالوفاء عندما أمّن له الطرقات للانتشار، ووقت أمر بإزالة كل الحواجز من أمامه لـ”يتنزه” بأريحية يشكر بعدَها معالي وزير الصحة على الاستضافة المنقطعة النظير، وينصح كل فيروس يأتي من بعده أن يزور لبنان ويبتهل الى الله ان يكون وزير الصحة فيه لا زال حمد حسن وما يمثل من مشروع سياسي، فإن ذلك يتيح لذرات الفيروس ان تجري سياحة داخلية دون ان يعيق استكشافاتها أحد، وتغذي نفسها بتصاريح مطمئنة من نوع: “لا داعي للهلع”، فتستنفر بكل قواها الذاتية وتتكاثر في جو ليس فيه من الهلع ما يدعو اليه، وعندما تتمكن من فريستها وتجلس مسترخية، ترسل رسالة نصية الى معالي الوزير تضمنها السماح له بالتحرك لمواجهتها، بأعتدة طبية متهالكة ومنتهية الصلاحية، وبلا خطة موضوعية، ليعلن بعدها بتواطئ ان الأمور خرجت عن السيطرة وأن لا قدرة لوزارته في احتواء الفيروس المنتشر…إنه تواطئ صريح بين وزير قادم من خلفية “فيروسية” بحتة، وبين “كورونا” لم يُعترف به كوباء في الدولة المرجعية إلا بعد أن قضى على مسؤولين كبار في النظام الإيراني.
خلفية حسن المخبرية سبقته، في المختبر، الفيروس ليس عدوا إنما ساحة تجارب ومصدر للمعرفة، نداعب إبطه بذرّات نرسلها ضمن تجارب نجريها عليه لنكتشف نوعه وأصله وهويته، وكيفية نموه وإنتشاره، نجري أبحاثنا عليه لنرفع من منسوبنا العلمي، ولنرفد سيرتنا الذاتية ببراءات اختراع جديدة لعلاج مثبت مخبريا، وبعدها نحتفل مع “ربعنا” بهذا الإنجاز، فنهاجم أمريكا والعدو الصهيوني وكل من يتآمر معهما في الداخل اللبناني على المقاومة، ونشيد بصواب نهج المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية في إيران، وصمود محور الخير في وجه الغطرسة الغربية. أي هذيان هذا وأي حالة إنكار للواقع تتحكم بهؤلاء.
فمن مفارقات القدر العجيبة ان حسن نفسه يشغل منصب رئيس لجنة العدوى والتصنيف في مستشفى الميس شتورة، ورئيس قسم العلوم المخبرية في الجامعة اللبنانية، كما توضح سيرته الذاتية، أي أنه إبن “الكار” وليس متطفلا على مسألة التعاطي مع “كورونا”، يتعامل معه إنطلاقا من إختصاصه المهني، ورغم ذلك تظهره تصاريحه وسلوكياته على أنه مدير عام لشركة نقل خارجي، لا يكترث لأية مخاطر قد تواجه سائق الحمولة، سواء كان يقود سفينة او شاحنة او طائرة، في حال دخوله هذا المربع الجغرافي او ذاك، بقدر إكتراثه أن تصل البضاعة لأصحابها ويقبض ثمن ذلك..وإن خرج عليه من بيئته المهنية من يشير الى بضاعة ممنوعة مع السائق الذي يواجه الموت لمرض أصابه، يجد الوقت الكافي لإدانة المشير ومقاضاته أمام القضاء، ويصدر قرارا عشوائيا لا أصل له في قانون ولا تمنحه إياه سلطته، يقضي بتجريد فاضحه من شهادته العلمية ومنعه من مزاولة عمله، كما فعل معاليه مع الدكتور هادي مراد.
خلفية حسن المخبرية لم تشفع له
لم يشفع تاريخ حسن المخبري له، دعا الناس أن لا تهلع، ومستشاره كان أول المصابين بالفيروس، سمح للقادمين من الخارج وخاصة من إيران بالعودة الى لبنان دون إتخاذ أي اجراءات لحمايتهم وحماية عائلاتهم، فإزدادت نسب الإصابة وإنتشر الفيروس بقوة. لم يقم بمهمته الحكومية: وزيرا لصحة الناس، كان يؤدي دورا معاكسا تماما: وزير صحة “كورونا” كان حريصا على إنتشارها كما لو أنها ستجعل منه وزيرا أول، أو نجما لا تنساه الشاشة.. كان ينفذ سياسة؟ يرجّح ذلك، سياسة فلسفتها أن محور الممانعة عدواه عز وكرامة وإنتصارات، والسائرين في دربه مقاومون بالفطرة لا تمسهم عدوى الفيروسات لأنهم على حد زعم وزير الصحة السوري طهروا البلاد من كل “الفيروسات الإرهابية”…ألا يدعو هذا الى البكاء؟