“الإضراب الشعبي” يساند “صواريخ القسام”… خسائر اسرائيلية بالجملة

لبنان عربي – جواد العلي
ليست صواريخ القسام التي تطلقها المقاومة الفلسطينية في معركة “سيف القدس”، وحدها من يرهب المواطنين في المستوطنات، ويهدد استقرار الكيان الاسرائيلي ويشل حركته، ويوجعه اقتصاديا وأمنيا، فبالأمس شهدت كل المناطق الفلسطينية اضرابا عاما تنديدا بالعدوان الاسرائيلي على غزة، وممارسات جيش الاحتلال في القدس والشيخ جراح، اضراب شل الحركة الداخلية في المستوطنات بشكل كامل، وكبد العدو خسائر مالية كبيرة.
الاضراب الذي لم تشهده فلسطين من قبل، شمل كل المناطق الفلسطينية، واهل الـ48، وكل العاملين في المؤسسات الاسرائيلية من عامة وخاصة، الأمر الذي سبب ارباكا كبيرا للقطاعي العام والخاص داخل دولة الاحتلال، ودفع برئيس «المجلس الإقليمي بنيامين»، يسرائيل غانتس للقول: “يجب البدء في بناء منظومة رديفة من السائقين العموميين لا تعتمد على الفلسطينيين”، وذلك بعد أن شهد قطاع النقل اضرابا تاما شل حركة المواصلات جميعا.
وكشفت مجلة «ذا ماركير» الاقتصادية الإسرائيلية أن الإضراب العام شلّ جزءاً كبيراً من قطاع المواصلات والنقل. وفي تقرير نشرته المجلة أمس، أظهرت المعطيات أن 50 في المئة من مجمل السائقين العموميين في قسم الحافلات والقطار الخفيف لم يأتوا إلى العمل، وأن 4000 سائق عربي يعملون في هذا القطاع الذي يعتمد بنسبة كبيرة على العرب. كما أن أكثر من 90 في المئة من السائقين العاملين في منطقة «بيت شيمش» التزموا بالإضراب.
وتحدثت معلومات صحفية عن ان «عاملين في مصنع كبير يزوّد جيش العدو بالإمدادات الغذائية أضرب غالبيّتهم عن العمل أيضاً»، بالاضافة الى الاضراب العام الذي شمل كل انواع التجارات والمحلات، وهو ما يحدث للمرة الأولى، حيث في الماضي كانت نسب الاقفال تتفاوت، وكانت دوريات مسلحة تجوب الشوارع جابرة التجار على الاغلاق وهو ما لم يحدث بالأمس.
وهدد العدو وأصحاب المصانع والشركات وأرباب العمل من المستوطنين، العمّال الفلسطينيين بطردهم من اعمالهم اذا لم يخضعوا لنداءاتهم ويتراجعوا عن الاضراب لكن ذلك كان هباء.
وأهمية الاضراب انه ترافق مع اشتباكات كبيرة في احياء وشوراع الضفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وهو ما أعطى المشهد الفلسطيني طابعا وحدويا بالدم والسلوك، خاصة بعد سقوط أكثر من أربعة شهداء في مواجهات متفرقة مع جيش العدو في الضفة والخليل.
ولقد رفع نجاح الاضراب من معنويات المنتفضين، وأعاد ثقة الفلسطينيين بأنفسهم، وإيمانهم بقدرتهم على امتلاك المبادرة وعدم انتظار أيّ جهة لمواجهة العدو، فضلاً عن كون الإضراب محطّة مفصلية، ومن المتوقع أن يصبح سلاحاً استراتيجياً بأيديهم، خاصة لناحية الأضرار الاقتصادية الكبيرة التي يسجلها في مرمى الاحتلال.