في زمن إغلاق الشركات وتسريح الموظفين… شركة “زمرلي” تفتتح قسماً للترفيه لتخفيف الضغوطات عن موظفيها

لبنان عربي – سامر زريق
وسط حالة الإحباط الممزوجة باليأس التي يعاني منها غالبية الشعب اللبناني، ومع إغلاق عدد كبير من الشركات والمؤسسات لأبوابها، بشكل دائم أو مؤقت، ومع اضطرار من لا زال يكافح منهم على التخلي عن شريحة واسعة من الموظفين، لزوم الاستمرارية.
رغم كل ذلك، لا تزال هناك قلة من أبناء الوطن، ترفض الإستسلام لهذا الواقع المرير، وتحاول جاهدة إبتكار أفكار خلّاقة “من خارج الصندوق”، تسهم في نثر قليل من الأمل على طوابير اليائسين، وتخفّف المعاناة عن كاهل من سحقتهم الأزمة الإقتصادية والمعيشية.
من هذه الأفكار والإبتكارات، ما قام المهندس وائل زمرلي، الذي قرر أن يفتتح في شركته الهندسية الخاصة “زمرلي للطاقة الشمسية”، قسماً خاصاً للترفيه عن الموظفين. حيث عمل على استحداث غرف جديدة في الشركة تتضمن طاولة “بيبي فوت”، لعبة “السهام المريشة”، وسلة لكرة السلة.
يتحدث زمرلي لـ”لبنان عربي” عن خطوته هذه بسعادة قائلاً: “الفكرة ليست من إختراعي، فهي موجودة ومطبقة في العديد من الدول الغربية، لكنها تعد مبتكرة في مجتمعنا بسبب الإرث الثقيل من العلاقات المعقدة المشوبة بالإستغلالية بين أرباب العمل وأصحاب الشركات وبين الموظفين والعمال”.
و يشدّد على أن “الشعب اللبناني عامة والموظفين منهم خاصة بحاجة الى متنفس وميدان يخرجون فيه من جو الضغوطات الحياتية القاسية والصعبة التي يعاني منها الجميع”.
وعن أصداء الفكرة بين الموظفين في الشركة وبين الناس، يقول زمرلي: “التعليقات الكثيفة المؤيدة والمرحبة على مواقع التواصل الإجتماعي، خير دليل على مدى استحسان الناس للفكرة”، حيث حظي المشروع بتأييد عارم بعدما نشر زمرلي صوراً لبعض الألعاب في قسم الترفيه، منها طاولة “البيبي فوت” التي حظيت بالقدر الأكبر من الإهتمام بسبب التحديات و”التزريكات” المصاحبة لها، و”سلة” صغيرة لكرة السلة، ولعبة “السهام المريشة” أو “الخزاقة”.
وفي هذا السياق، يلفت زمرلي الى أن “المشروع لا يقتصر على الألعاب التي رآها الناس في الصور المتداولة، بل هناك ألعاب عديدة، وقسم مخصص للقراءة وضعت فيه كتب تعود بالنفع على الموظفين وكيفية تطوير أنفسهم مهنياً، بالإضافة الى صور هندسية محفزة للمحاكاة أو الإبتكار”.
كما خَصص قسم الترفيه، ركناً خاصاً بـ”الماندالا”، وكلمة “الماندالا” في اللغة “السنسكريتية” تعني الدائرة، وهي عبارة عن رسم معقد داخل دائرة، بها أنماط مكررة، وداخل تلك الدائرة العديد من الفراغات، والتمرين هو أن يقوم الشخص بتلوين تلك الفراغات بالألوان التي يريدها، ولأن المسافات في ثنايا “الماندال” صغيرة جداً، فعلى المتدرب أن يكون بكامل تركيزه أثناء تلوين “الماندلا”، وهذا مع الوقت يفصله عن المشاكل والأحزان التي تشغل باله طوال اليوم، وتمنحه إستراحة طويلة من أفكاره السلبية والتي تسمم نفسيته وأعصابه.
وتجدر الإشارة الى أن الكثير من الأطباء النفسيين، يؤكدون أهمية تأثير الألوان على الحالة النفسية والصحة العقلية للإنسان.
ردة فعل الموظفين
ومع أن الفكرة لم يمر على تطبيقها سوى أيام معدودة، إلا أن زمرلي يؤكد لـ” لبنان عربي” أن تأثيرها كان “واضحاً وجلياً على الموظفين، إن من ناحية الإقبال على العمل بنشاط، أو من ناحية الروح المعنوية المرتفعة التي أسهمت التحديات الرياضية في قسم الترفيه في إيجادها”.
ويدعو زمرلي أرباب العمل والشركات أن يحذوا حذوه، فـ”الشركة أو المؤسسة يجب أن تكون أسرة واحدة من مالكها وإدارتها الى الموظفين والعمال والحجاب، خاصة في هذه المحنة التي بمر بها لبنان، فالمحن والأزمات يجب أن تجمع ولا تفرق”.